الانتماء للبيئة.. انتماء للوطن

ارتبط حياة الإنسان منذ وجوده على ظهر الأرض ببيئته ارتباطا وثيقا انعكس على كل مقومات حياته المعيشية والاجتماعية ولا غريب في ذلك فالبيئة هي المحيط الذي يعيش فيها الإنسان ويتفاعل مع مكوناتها

،هذه المفهوم البيئي الذي نستشعره يجب تعليمه وغرسه في نفوس شباب هذا الوطن الغالي ،والمتفحص لمناهجنا التربوية سيجد أن معظمها تطرقت إلى الكثير من الموضوعات التي تخص البيئة والتي تدرس حالياً في المراحل التعليمية المختلفة. لكنا المشكلة تكمن في أن هذه الموضوعات تدرس دون عناية تذكر بالمدلول البيئي لهذه الموضوعات، لذلك تصبح دراستها مجرد تلقين لمعلومات جامدة دون ربطها والاستفادة منها في حياة الطالب اليومية ولذلك سريعاً ما ينساها طلابنا دون أن يكون لها أثر يذكر في تنمية وعيهم بمقومات بيئاتهم وضرورة الشعور بانتمائهم لبيئتهم التي يعيشون فيها وتقديرهم لتلك البيئة والعمل بجد وقناعة على صيانتها والشعور بالمسؤولية تجاه حمايتها من أي اختلال قد نتسبب به دون وعي منا بذلك . وكذا استغلالها الاستغلال الأمثل الذي يراعي الاستدامة لمواردها الطبيعية , لذلك يجب علينا أن ننظر نظرة شاملة متكاملة للمناهج في جميع المستويات والتركيز على اختيار الأساليب والطرق التدريسية الملائمة و بأسلوب حديث وقالب شيق يضمن لنا تحقيق وزيادة ثقافة المعلم .


إن كثيراً من المعلمين يعرفون عن التربية البيئية لكنهم لا يجدون فرصة لتوضيح ذلك بسبب قصور المنهج أو بسبب قلة عدد الساعات المخصصة لتقديم موادهم العلمية..

 كما أننا قد نختلق أعذاراً وأعذاراً للمعلمين فأغلبهم يعتقد أنه العلامة بكل الأمور والعلوم، وأعتقد أن الكثير منهم انقطع عن التحصيل العلمي والمعرفي والثقافة العامة بمجرد تخرجه، وبعضهم لا يحاول أن يعزز ثقافته أو علمه، فهو لا يعرف إلا الكتاب المدرسي ودليل المعلم متناسياً أن الثقافة والتربية البيئية تحتاج إلى إطلاع دائم بكل المستجدات، وأننا نحتاج إلى إدخال التربية البيئية وإعداد المعلمين لمختلف مراحل التعليم سواء كان ذلك الإعداد قبل الخدمة أو أثنائها، كما يجب التنسيق مع كليات العلوم بالجامعات لعقد دورات تدريبية للمعلمين المتخصصين في مواد العلوم لتدريس مادة التربية البيئية، وتوفير الكتب التي تنمي مواهب المعلمين على تدريس المناهج البيئية وتعريفهم بكيفية تنمية السلوك السليم عند الطلاب تجاه البيئة. ففي بعض البلاد المتطورة فإن معلم المرحلة الابتدائية أو المتوسطة أو الثانوية مثله مثل أستاذ الجامعة من حيث الاستمرار في تقديم البحوث الجيدة في مختبرات المدارس التي يعملون فيها، أنه يشرك طلابه في ما يجرونه من أبحاث، لذلك نجد في تلك الدول أن بعض المعلمين علماء في بعض ميادين المعرفة, وفي تلك البلدان تعقد مسابقات سنوية لطلاب المدارس في مختلف أنواع المعرفة والاختراعات.

إن غرس مفهوم حماية البيئة في نفوس الطلاب، هي أهم نقطة لتحضر الشعوب، وغرس مفهوم حب البيئة لدى جميع طلابنا هو في الأساس حب للوطن وانتماء صادق وحقيقي له .

–removed

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *