دور الإعلام البيئي في حماية البيئة

الإعلام البيئي تخصص جديد فيمجال الإعلام, بدأ ينمو بعد مؤتمر البيئة العالمي الذي انعقد في ” ستوكهولم 1972 م ” والمصطلح تعبيرمركب من مفهومين, هما الإعلام والبيئة،

ويطلق على المؤسسة الإعلامية وبخاصة الصحافة مصطلح ” السلطة الرابعة” وذلك لبيان مدى أهميتها في المجتمع. ومن أهم الأسباب التي دعت لإطلاق هذا المصطلح هو أنها تساهم بقدر كبير في تشكيل الرأي العام في المجتمعات الديمقراطية.

ومع تطور ثورة الاتصالات وتعقد آليات العمل الإعلامي وزيادة أهمية التوعية البيئية من الضروري إحداث تغيير نوعي في أهداف وأداء الإعلام البيئي في اليمن بما يتناسب مع التطور الكبير في هذا المجال عالميا والتأقلم مع متطلبات التنمية المستدامة والمد الكبير من المعلومات البيئية والتوسع الذي باتت تشهده المجالات البيئية .

وفي هذا الإطار فإن الإعلام هو الجهة التي تقدم المعلومة والخبر الصحيح وتحلله وتوصله إلى المواطن ضمن المعايير المطلوبة من المصداقية والمهنية والدقة. وقد زادت أهمية الإعلام من حيث كونه الوسيلة المباشرة لإيصال المعلومات مع بروز الوجه المستقبلي لمجتمع القرن الحادي والعشرين وهو مجتمع المعلومات حيث تلعب القدرة على خلق المعرفة، والوصول إليها وتفسيرها ونقلها والتعامل الخلاق معها من الشروط الأساسية لنجاح أي مجتمع في امتحان الحضارة الجديدة. ولا شك أن من بين أهم العناصر المميزة للحضارة الحديثة هو ” دور حماية البيئة والتنمية المستدامة ” مما يعظم من أهمية الإعلام البيئي كوسيلة لنقل المعرفة البيئية، وهو تطور مطرد في العالم المتقدم لكنه لا يزال موضوعا على هامش الاهتمام الإعلامي في اليمن.   

ومن الصعب تحديد هوية خاصة بالإعلام البيئي في اليمن مشابهة مثلا لهوية الإعلام السياسي أو الفني أو الاقتصادي. فالهوية الإعلامية تتطلب وجود بعض الشروط الأساسية لاعتبارها هوية مستقلة ومميزة، منها وجود مؤسسات إعلامية خاصة بها ووجود أنماط إعلامية احترافية خاصة تتعلق بكيفية تقديم الخبر والتحليل البيئي ومنها أيضا وجود إطار معرفي محدد للقضايا البيئية ووجود قاعدة من الإعلاميين المحترفين المتخصصين بشؤون البيئة والقدرة على التأثير على التوجهات العامة المتعلقة بالبيئة.

إن هدف الإعلام البيئي أن يكون ضمير المجتمع بأجياله المتعاقبة فيقرع ناقوس الخطر للأفراد والجماعات والحكومات من اجل الحفاظ على البيئة وإقامة التوازن بين البيئة والتنمية للوصول إلى نهج صحيح من التنمية المتكاملة القابلة للاستمرار التي تضع في اعتبارها حاجات المجتمع.

أن الحديث عن الإعلام البيئي في اليمن يبقى مرتبطا دائما ببرامج التوعية البيئية باعتبار أن الإعلام هو الأداة الأكثر فعالية في التوعية البيئية. ويمكن القول أن مرحلة التوعية البيئية في اليمن قد وصلت الآن إلى مستوى لا باس به وذلك بإنشاء وزارات وهيئات ومراكز توعوية حكومية ومنظمات المجتمع المدني المهتمة بالبيئة والتي قامت بدور كبير جدا في التوعية والإعلام البيئي وشكلت النواة الأولى لموجة الوعي البيئي المحلي.

ومن الضروري أن يؤدي الإعلام البيئي مهمته من خلال البرامج الواضحة التي تتبناها المؤسسات و المراكز والهيئات الوطنية المسئولة عن شؤون البيئة وحمايتها ويجب التأكيد على ضرورة أن تنطلق البرامج الإعلامية من ظروف الواقع لدى المتلقي أو الفئات الاجتماعية التي تتوجه إليها.

ولقد أثبتت وسائل الإعلام بمختلف أشكالها إنها أدوات تسهم وبشكل فاعل في نشر المفاهيم والثقافة والتجارب والخبرات البيئية ، كما عملت على تعزيز القيم والمعارف التي من شأنها أن ترشد من سلوك المواطنين وتغير من اتجاهاته وممارساته السلبية اتجاه البيئة وترتقي بهم إلى مستوى المسؤولية والمشاركة في المحافظة على مقومات البيئة كون حماية البيئة مسؤولية المجتمع بدرجة أساسية .

–removed

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *